الجمعة، 20 نوفمبر 2009

المسرح السياسي


المسرح السياسي


"عندما نتحدث عن المسرح السياسي نجد ضرورة وجود تعريف محدد لهذا المصطلح وذلك لكون جميع المسرحيات تكاد تكون قد مست السياسة من قريب أو من بعيد بصورة أو بأخري فبعضها قد تعرضت لنظام الحكم أو التكوين الإجتماعي أو الاقتصادي أو تكون قد تطرقت للحرب أو السلم أو للأضطهاد الطبقي أو الفكري أو السياسي ، حتي تلك الأعمال التي ادعي اصحابها انها بعيدة عن السياسة فهي سياسية لانها قد اتخذت موقفا حتي ولو من بعيد".(1)

ويمكن تعريف المسرح السياسي بأنه :

( مسرح ذو مضمون سياسي يستهدف تعليم جمهور شعبي عريض له صبغة سياسية معينة).

لكن هذا التعريف يركز علي مضمون المسرح السياسي فقط ولا يتطرق الي الوسائل التي تعمل علي توصيل هذا المضمون السياسي والذي نعنيه هنا تكنيك المسرحية السياسية.

في حين يري المخرج سعد أردش أن " المسرح السياسي الواعي الواضح المباشر هو الذي يسعي إلي تأثير إيجابي محدد في حياة الجماهير بهدف إكتسابها في صفوف معركة طويلة نحو حياة أفضل، تسودها العدالة الإجتماعية ويرفرف عليها السلام وتمنحها الحرية".(2)


ولكن ينبغي الإشارة هنا إلي أن سعد أردش قد أراد بمفهومه عن الجماهير جماهير الطبقة العاملة فقط .

بينما يري الدكتور سمير سرحان أن المسرح السياسي يميل إلي المباشرة والخطابية نافياً عنه بذلك صفة الفن.

إن المسرح السياسي في نظر عبد العزيز حمودة (المسرحية السياسية بمفهومها الحقيقي هي إستخدام خشبة المسرح لتصوير جوانب مشكلة محددة غالبا ما تكون سياسية وقد تكون إقتصادية مع تقديم وجهة نظر محدودة بغية التأثير في الجمهور أو تعليمه بطريقة فنية .(3)

نجد هنا أن عبد العزيز حمودة لم يقتصر تعريفه علي الجانب السياسي فقط بل طرح الجانب الإقتصادي أيضا فالمسرح السياسي ليس فقط مسرحاً للأفكار المجردة والخطب التي تلقي فوق خشبة المسرح بل مسرح يعتمد علي قدر كبير من قدرة الكاتب المسرحي علي الخلق. (4)

وعندما نتناول المسرح السياسي لابد أن نتناول نشأته ومفهومه ووظيفته وفلسفته وأشكاله.

نشأة المسرح السياسي :

" إن الدراما علي مر العصور تعبيراً عن التناقضات الموجودة في المجتمع تحت ظروف سياسية أو إجتماعية أو اقتصادية معينة إن السياسة في المسرح أمر قديم قدم المسرح نفسه.

فالمسرح اليوناني نجده قد إرتبط بالحياة السياسية في عصره وإرتبط إرتباطاً مصيرياً بقضية الديمقراطية حيث نجد أعمال أرستوفانيس وإسيخلوس وسوفوكليس ويوربيدز متصلة إتصالاً وثيقاً بالسياسة والحياة الإجتماعية خاصة أرستوفانيس الذي كان يعبر عن آرائه في الحكام وأزمات أثنيا السياسية والإجتماعية والإقتصادية كتب مسرحيات تهاجم الظلم والفقر والقهر والرشوة التي سادت في عهد كليون مثل مسرحيات ( السلام / السحاب / جماعة النساء).

ونجد كذلك أعمال إسخيلوس التي عكست الأحداث الإجتماعية والسياسية الكبري حيث دعا الي الثورة ضد الظلم سواء كان هذا الظلم من الألهة أو البشر وخير دليل علي ذلك مسرحية أنتيجون فهي مسرحية سياسية من الدرجة الأولي". (5)

تاريخه :

" نشأ المسرح السياسي فور انتهاء الحرب العالمية الاولي واهتزاز القواعد المستقرة بالنسبة للمسرح والمؤسسات الثقافية وبدأ التفكير في اشكال جديدة اكثر تعبيرا عن الهزيمة المدمرة فبدأت ظاهرتان متوازيتان :

- المسرح التعبيري

- المسرح السياسي

المسرح التعبيري نجد قد اتجه الي اساليب عاطفية تترجم افكار وعواطف الشخصيات وخيالاتها واحلامها وواقع العالم الخارجي علي ذواتها بالاضافة الي نحوها اتجاهاً تجريديا جماليا في استخدام الديكور والاضاءة الملونة والاداء التمثيلي .

ولم تدم الحركة التعبيرية في المسرح سوي فترة قصيرة من 1918 -1925م وذلك لان البرجوازية تنبهت الي اثر الحركة الثقافية في تثوير الفكر العمالي فاقامت العقبات في وجه اي عروض مسرحية تحمل في مضمونها اي محاولة للمعارضة." (6)

"في حين إتجه المسرح السياسي إلي تبني رسالة سياسية قبل أن يتبني أساليب فنية بمعني انه استقي من رسالته السياسية الاساليب الفنية التي تخدم هدفه لتوصيل رسالته.

وكانت هذه الرسالة مباشرة واضحة ترمي إلي التأثير في الجماهير من اجل توعيتها واجتذابها الي جانب المعركة ضد المجتمع الرأسمالي الطبقي والوصول الي مجتمع العدالة الاجتماعية والسلام." (7)

واهم ما يميز المسرح السياسي عن المسرح التعبيري

-" محدد بمضمون سياسي واضح ومحدد بموضوع يعالج احداثا خاصة بحقيقة تاريخية معينة او موضوع لا يرتبط بزمان او مكان كفكرة الحرب او السلم في حد ذاتها او موضوع يتناول احداثا مضت يحمل معني معاصر له دلالته قد تكون اسطورة او حقيقة (الاسقاط)." (8)

" وظهر المسرح السياسي كرد فعل رافض للمسرح الشعبي :

1- رفض المسرح السياسي بعض التيارات الاساسية (للطليعة) والتي ركزت علي تصوير سطح الحياة اليومية واساليب السلوك فلم يعد قادرا علي التعبيير عن اثار هذا الواقع الحاد علي النفس البشرية وجدانيا وعقليا.

2- عمل علي القطيعة بين المفكر وطبقته والحاجة الي ايجاد رابطة بينه وبين طبقة اخري.

3- رفض اللغات التاريخية والصراع ضد فكرة الفن علي انه تعبير شاعري عن الواقع.

4- رفض الواقع علي انه من المعطيات الثابتة غير القابلة للتغيير او التعديل .

5- رفض تيار التفاؤل الايجابي والرغبة في اعادة تشكيل الانسان." (9)

"من اهم رواد المسرح السياسي الغربي ( ايروين بسكاتور) وهو اول من اعتنق فكرة المسرح السياسي وقدمه ونظر له من ناحيتي الشكل والفلسفة فهو يفصل بين الفن والسياسة فهو لا يريد ان يلعب دور الفنان بل دور السياسي عن وعي بتعريف الصراع الطبقي والمشاركة في قيادته فهو يريد للطبقة العاملة ان تعرف وان تكافح عن وعي بالحقائق وهو يمارس هذه الرسالة من خلال المسرح مما يتطلب وعيا ومعرفة تامة بامكانيات المسرح وتوظيفها جيدا في هذا الصدد فالمسرح يلعب دورا ضخما في تغيير ما هو موجود ويمكن للفنان ان يلعب دور السياسي وليس العكس ".(10)


"ويعلق توفيق الحكيم في هذا المنحي :"الفكر في كل الوانه من ادب وقصص وفن يجب ان يعني بكل ما يجري في مجتمعه وعصره من شئون السياسة والاجتماع لانه مادام يعني بالبشرية ومادامت البشرية متصلة بالسياسة والمجتمع فلابد للمفكر او الاديب او الفنان ان يعيش عصره كله ومجتمعه كله بما فيهما من شئون سياسية واجتماعية". (11)


" وكان رأي بسكاتور ان الاهتمام بالشكل الفني للعرض من الممكن ان يطمس ملامح الرسالة السياسية كما ان النص المسرحي لا يجب ان يكتفي بتصوير احداث شخصية او انعاكسات الواقع الاجتماعي علي الذات الانسانية كما فعل التعبيريون فلابد ان يكون العرض المسرحي بكل مقوماته تحليلا للظروف الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية لهذا كان تأكيده علي عرض الظروف التاريخية والاجتماعية عرضا مباشرا لا كمجرد خلفية للأحداث الشخصية". (12)

دور المسرح السياسي

" للمسرح السياسي دور هام يتمثل في ارتباطه ارتباطا وثيقا بمعرفة طبيعة الفن ذاته وعلي وجه الخصوص طبيعة المسرح ويعمل علي نشر هذه المعرفة والتي غالبا ما تكون سياسية في جماهير لم يكن الفن جزءا من حياتهم".(13)

" وكذلك يبرز دور المسرح السياسي من خلال تجسيد الالام التي يعاني منها مجتمع ما في مرحلة تاريخية معينة وقد يلجأ الي الماضي او موضوعات من الماضي لطرح هموم الحاضراو الابعاد المكاني في بعض الاحيان، وقد يلجأ في هذا الي الرمز احيانا والتصريح احيانا اخري". (14)

" وظيفة المسرح السياسي :

1- ان وظيفة المسرح السياسي الحقيقية هو ان يسأل الاسئلة التي يجب ان يسألها المجتمع في لحظات القهر ولكن لا يجب ان تنتظر منه ان يجيب علي هذه الاسئلة وانما عليه ان يسألها فقط حتي تتخذ شكلا محددا وما هذا الشكل الا الرؤيا العميقة التي يجب ان ينقلها هذا الفن.

2- تنظيم وتوضيح العواطف الثائرة وهي من اخطر وظائف الفن.

3- يخدم الادب المنعكس عن واقع اجتماعي معين الاهداف الايديولوجية المعبرة عن مصالح هذه الشرائح الاجتماعية .


ينبغي الاشارة الي انه علي الرغم من ان المسرح بطبيعته سياسي الا انه لابد ان يبعد عن وضع الاحداث السياسية بطريقة عارية علي خشبة المسرح بهدف التأثير علي الجمهوروانما لابد ان يقدم من خلال عمل فني يحمل في ثناياه رسالة يسعي الي نقلها بوضوح ".(15)

"المسرح يستمد طبيعته السياسية من اسلوب انتاجه الجماعي ومن طبيعة تلقيه وسط حشد من اعضاء مجتمع واحد بكل ما يحملوه من عناصر الوحدة والاختلاف في مجمتعهم ثم قدرته التاريخية علي استعياب ومناقشة كل الاخطار والمشكلات والعواطف السائدة في المجتمع فالخطاب الجمعي من اهم سمات المسرح السياسي ويكون موجها للعقل حتي يتخذ المتلقي موقفا ايجابيا نحو التغيير سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية".(16)

"وليس معني ذلك ان المسرح السياسي دائما ضد النظام السياسي او ضد السلطة فقد يتفق معها اذا كانت ممارساتها في صالح الافراد والجماعات وفي صالح مستقبل الامة ولكن نجد ان المسرح السياسي السائد هو مسرحا ضد مصالح الطبقة الحاكمة وضد السلطة ومع الجماهير الفقيرة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير ،من اهم واشهر انواع المسارح السياسية مسرح الاسقاط السياسي. (17)


الهوامش :

1- احمد العشري: المسرح السياسي،القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1989، ص 10.

2- المرجع السابق : ص 11.

3- المرجع السابق: ص12.

4- المرجع السابق: ص 13.

5- المرجع السابق : ص 13-15.

6- المرجع السابق: ص 17.

7- أمين العيوطي : دراسات في المسرح،القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية،1986، ص 142.

8- المسرح السياسي:مرجع سابق ص18.

9- المرجع السابق : ص17.

10- المرجع السابق، ص18.

11- المرجع السابق: ص19.

12- دراسات في المسرح : مرجع سابق، ص142.

13-المسرح السياسي : ص 20.

14-المرجع السابق: ص 21.

15- المرجع السابق : ص 24.

16- المرجع السابق : ص 25.

17- المرجع السابق : ص 26.


للمزيد من الإطلاع في الموضوع السابق:

1- احمد العشري: مقدمة في نظرية المسرح السياسي ، القاهرة،الهيئة المصرية العامة للكتاب،1989.

2- أمين العيوطي : دراسات في المسرح،مكتبة الانجلو المصرية،1986

3- محمد رفعت يونس : المرجع في فن الدراما ، المشروع القومي للترجمة، المجلس الاعلي للثقافة، الطبعة الاولي،2006.

4- http://forums.arab-ewriters.net/viewtopic.php

5- http://hamohd99.maktoobblog.com/

6- http://ar.wikipedia.org/wiki/

7- http://www.adab.com/modules



الحواشي :

سعد أردش


ممثل مسرحي مصري مواليد مدينة فارسكور محافظة دمياط (16 يونيو 1924 - 13 يونيو 2008). ، حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1952 بالقاهرة.

سعد أردش حصل على بكالوريوس العلوم المسرحية عام 1952 وليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1955 كما حصل على الدكتوراة من الأكاديمية الدولية للمسرح بروما عام 1961 .

وعمل الفنان الراحل أستاذا ورئيسا لقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتدرج في عدة مناصب حتى أصبح رئيسا للبيت الفنى كما كان عضوا في لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة .

ونال الفنان الراحل العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة وشملت رحلته الفنية التي استمرت لقرابة 40 عاما أعمالا متميزة سواء في التمثيل أو الإخراج ومن أشهر أعماله "سكة السلامة"، "المال والبنون" ،"عطوة أبو مطوه" ، "الأسطي حسن" ، "شباب امراة" وغيرها من الأعمال التي تعد علامات في مسيرة المسرح والسينما المصرية .

وللراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث أهمها "المخرج في المسرح المعاصر", "خادم سيد درويش", "ثلاثية المصيف", "جريمة في جزيرة الماعز"، " انحراف في مقر العدالة"، "أجوينى" ، "بياتريس"، و"كارلو جولدونى" وهى سلسلة مسرحيات عالمية .

كما قدم الفنان الراحل العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربى مثل "مجلة المسرح" ، "فصول الإبداع الفنى" ، و"أعلام العراق".

توفى مساء "الجمعة" في الولايات المتحدة الأمريكية الكاتب والمخرج والممثل سعد أردش عن عمر ناهز 86 عاما بعد صراع طويل مع المرض. والفنان الراحل كان له تاريخ فني كبير وترك علامات واضحة في المسرح والسينما المصرية.(1)

سمير سرحان


تخرج الدكتور سمير سرحان سكرتير عام المثقفين المصريين كما كان يطلق على نفسه دائما في جامعة القاهرة قسم اللغة الانجليزية، وحصل على الدكتوراه من جامعة أنديانا الأميركية عام 1968 وعمل لفترة في جامعة القاهرة وعميدا للمعهد العالي للنقد، كما عمل أستاذا بالأدب الانجليزي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة في المملكة العربية السعودية.

ولعب الدكتور سمير أدوارا متعددة في الحياة الثقافية المصرية، واليه يرجع الفضل في تطوير وتفعيل معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وكان الراحل مثقفا من الطراز الأول، وأحد أنجب تلاميذ الدكتور رشاد رشدي، وقد امتلك الدكتور سرحان ناصيتي الكتابة الإبداعية والنقدية، وترك عددا من المؤلفات المسرحية والنقدية والفكرية اللافتة منها «الشعوب أيضا تضحك، والشعر والأخلاق، وعلى مقهى الحياة».(2)

عبد العزيز حمودة


ولد عام 1937 بقرية دلبشان مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية بمصر وتلقى تعليمه الأولي بمدينة طنطا، ثم التحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة حتى تخرج عام 1962 ليبتعث إلى جامعة كورنيل الأمريكية للحصول على درجة الماجستير في الادب المسرحي عام 1965 ثم حصل على الدكتوراة من نفس الجامعة عام 1968، وعاد إلى جامعة القاهرة ليعمل بتدريس النقد والدرامل والأدب المسرحي.

تدرج في عمله الأكاديمي حتى تم اختياره عميدا لكلية الآداب عام1985 وحتى يوليو1989 ثم عمل مستشارا ثقافيا لمصر بالولايات المتحدة الأمريكية وبعد العودة عمل بكلية الآداب ثم تولى رئاسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حتى توفي سنة 2006 عن عمر يناهز الثامنة والستين.

له قيمة نقدية كبيرة في الوطن العربي. أحدث زلزالا ثقافيا مدويا بتدشينه ملامح نظرية نقدية عربية حديثة في ثلاثيته: المرايا المقعرة، المرايا المحدبة والخروج من التيه والتي نشرت في سلسلة عالم المعرفة عن المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت.(3)

اسخيلوس

" يُعَدُّ "أسخيلوس" Aeschylus أهمّ كتّاب المأساة الإغريقية على الإطلاق، وهو مؤسسها بالمعنى الفني، وأقدم فرسانها المعروفين. وتُقدّر المسرحيات التي كتبها بنحو تسعين، ولم يصل من أعماله سوى سبع مسرحيات هي : «الفُرس» (472ق.م) Persians و«سبعة ضد طيبة» (467ق.م) Seven Against و«بروميثيوس مصفداً» (465ق.م) Prometheus Bound، و«الضارعات» (463ق.م) Suppliants و«أغاممنون» Agamemnon، و«حاملات القرابين» (458ق.م) The Libation Bearers و«ربات الغضب» (458ق.م) Eumenides والترجمة الحقيقية لعنوان المسرحية هي «الصافحات» أو «المحسنات» وهي تسمية كانت مستخدمة لدى أهل أثينة بوجه خاص للإشارة إلى ربات الغضب Erinyes وذلك إبتغاء درء شرهن.

وهناك مايشبه الإجماع منذ القدم على أن أسخيلوس هو أبو فن المأساة. فقد كان له فضل تثبيت أسس المأساة من الناحية الفنية، إذ كان المسرح اليوناني قبله يعتمد على ممثل واحد يقوم بالأدوار المختلفة ولاسيما دورَيْ الإله والبطل وذلك بأن يصبغ وجهه بالمساحيق ويحدث بعض التغييرات في ملابسه، وسرعان ما أدرك "أسخيلوس" فداحة هذا القصور الفني فأقدم على إضافة ممثل ثان وأدخل تعديلاً على دور الجوقة، مما ساعد على إبراز الصراع الذي تقوم عليه فكرة المسرحية اليونانية. وكذلك إهتمّ بملائمة الملابس والأزياء لطبيعة القصة. وإعتنى بصقل الأقنعة وإتقان صنعها لتعبر تعبيراً متناسباً مع الإنفعالات التي يتلبّسها البطل، وبوجه عام إعتنى بالإخراج والمشاهد وحث الممثلين على إجادة أدوارهم وبذل الجهد لإشعار المتفرجين بأنهم يرون شيئاً حقيقياً وليس مجرد تمثيل ".(4)

أرستوفانيس


" يعتبر أقدر كتاب المسرحية الفكاهية بل وزعيمها بلا منازع فهو لم يترك ناحية من نواحى المجتمع إلا عالجه بمسرحياته وهاجمه هجوماً عنيفاً وقد برزت مواهبه وعبقريته منذ طفولته، ووصل بفنه إلى مستوى رفيع وهو لم يتجاوز بعد العقد الثانى من عمره فقد قدم أولى مسرحياته فى الديونيسيا تحت عنوان "المشاركون فى الوليمة" فى عام 427 ق.م. ولكنها لم تمثل باسمه لصغر سنه وقد حدث ذلك لعدة كوميديات له كانت تخرج بأسماء آخرين ولقد حصلت على الجائزة الثانية ولم تحفظ لنا الآثار التاريخية من هذه المسرحية إلا اسمها وبعض قطع صغيرة يفهم منها أنها كانت تتجه إلى استهجان طرق التربية الحديثة وقد توالت مسرحياته التي بلغت زهاء الأربعين مسرحية والتي تتناول بالنقد اللاذع كثيرا من مظاهر الحياة الأثينية فى ذلك العهد.

وكان حواره يمتاز بالتدفق والحيوية والصراحة التى تصل إلى الخشونة كما تمتاز مسرحياته بالبساطة والوضوح وقوة التعبير عما يريد أن يقوله ومن هنا جاءت قوة تأثيره على الجمهور. و"أريستوفانيس" على غلظة بعض ألفاظه ومعانيه وفحش تلميحاته ومراميه قد يبدو لنا فظا فاجرا لكنه فى عصره لم يكن كذلك لقد كان ذوق العصر وألفاظه مأخوذة من السوق والغيط والمعبد والمحكمة والبرلمان..لغة يتحدث بها العبيد والأحرار والصغار والكبار..لغة ساخنة لماحة لغة الكوميديا. ولفظاظة أسلوبه وصفه أغلب النقاد بأنه كان سليط اللسان لا يتحدث إلا بأقذع الألفاظ ولا يتفوه إلا بالنكات البذيئة ولكن أغلب انتقاداته فى الواقع لم تكن مغرضة بل كانت تحمل فى طياتها أراء فلسفية أو دينية أو سياسية أو أدبية.

كما نجد أن غالبية مسرحيات "أرستوفان" جاءت فى فترة كان النظام الديمقراطى الأثينى قد اختل وأصابه العطب بسبب الحروب وبسبب التحديات التى واجهته ومن خلال تلك الأمور أفرغ " أرستوفان" الآنية المملؤة بهجائه الُمر والتى من خلالها كان يستطيع أن يسلط الضوء الساطع على تلك المشاكل والأخطار وفوق كل ذلك ووسط هذه التيارات والتغيرات الأساسية من حوله ظل يمثل إحساس جميل لقوة التقاليد والأعراف ومقاومة التجديد والتى هى ضرورية من ناحية لحياة الأشخاص والمجتمعات ومن ناحية أخرى تمثل تلك القوى التى تمثل قوة الدفع تجاه التقدمية.

لذا لم تكن شهرة " أرستوفانيس" نابعة من دعوته للسلام فقط إذ أنه كان شاعراً موهوباً ذكياً كان يحمل بين جنبيه قلباً كبيراً غامراً بالإنسانية فالبطل عنده هو الآدمي الطبيعى العادى كما يراه الشاعر نفسه والرسالة التى كان على الشاعر أن يؤديها هى خدمة المصلحة العامة وخلق ذوق سليم لدى ذلك الرجل العادى الذى كانت تسيطر عليه سخافات مصدرها الجهل والطمع والحقد وسوء التقدير".(5)

" وكتب" ارستوفان" أربعين مسرحية قبل أن يموت في سن الستين ، وصلنا منها إحدى عشرة هي:

1 - أهل أخارناي.

2 - والفرسان.

3 - السحب.

4 - الزنابير.

5 - السلم.

6 - الضفادع.

7 - الطيور.

8 - النساء في أعياد ديمتري.

9 - برلمان النساء.

10 - لوستراتا.

11 - بلوتوس. ".(6)

سوفوكليس


سوفكليس (Σοφοκλής باللغة اليونانية) (ولد حوالي سنة 496 ق.م. بأثينا وتوفي سنة 405 ق.م.) أحد أعظم ثلاثة كتاب تراجيديا إغريقية، مع ايسخسلوس ويوربيديس. وحسب سودا فقد كتب 123 مسرحية، في المسابقات المسرحية في مهرجان ديونيسوس، حيث كل تقدمة من أي كاتب كان يجب أن تتضمن أربع مسرحيات، ثلاث تراجيديات بالإضافة إلى مسرحية ساخرة). وقد نال الجائزة الأولى (حوالي عشرين مرة) أكثر من أي كاتب آخر، وحصل على المركز الثاني في جميع المسابقات الأخرى.

فقط سبعة من تراجيدياته بقت إلى يومنا هذا.

* أهم أعماله

1- مسرحيات طيبة (سلسلة أوديب)

2- انتيجوني

3- أوديب ملكاً

4- أوديب في كلونا

5- جاكس

6- إلكترا

7- فيلوكتيتس (7)

ايروين بسكاتور

يعرف إيروين بسكاتور (1893- 1966) بأنه من أهم المخرجين الألمان الذين التزموا بقضايا المجتمع والسياسة. وقد كان السباق إلى توظيف المسرح الملحمي الجدلي ذي الطابع السياسي الذي يخاطب عقل الجمهور قبل عاطفته ليتخذ موقفا من القضايا السياسية.
وعلى مستوى العرض، كان بيسكاتور يكسر وحدة النص ويفكك الكتابة إلى
مشاهد مفككة أو متناظرة، ويستعين بالحكي والوصف والحوار والتوجه مباشرة إلى الجمهور لكي لا يندمج عاطفيا مع عرضه المسرحي. ومن أهم التقنيات التي استعملها بسكاتور في عروضه المسرحية الاستعانة بالفن السينمائي باعتباره أداة للتعبير الفني. فقد كان بسكاتور يستعمل الأشرطة الوثائقية والسينمائية لتنعكس على الستارة الخلفية أو ما يسمى بستارة "الفوندو"، وكانت هذه الأشرطة بمثابة خلفية تاريخية للمشاهد التي يقدمها مسرحه السياسي.(8)



الايديولوجيا


الأيديولوجيا ideology أو العقيدة السياسية أو الفكرية يترجمها البعض إلى فكرانية التي هي مجموعة منظمة من الأفكار تشكل رؤية متماسكة comprehensive vision و طريقة لرؤية القضايا و الأمور التي تتعلق بالأمور اليومية أو تتعلق بمناحي فلسفية معينة سياسية بشكل خاص. أو قد تكون مجموعة من الأفكار التي تفرضها الطبقة المهيمنة في المجتمع على باقي أفراد المجتمع (تعريف كارل ماركس)

ومفهوم الأيديولوجيا مفهوم متعدد الاستخدامات والتعريفات؛ فمثلاً يعرّفه قاموس علم الاجتماع كمفهوم محايد باعتباره نسقاً من المعتقدات والمفاهيم (واقعية وعيارية ) يسعى إلى تفسير ظواهر اجتماعية معقدة من خلال منطق يوجه ويبسط الاختيارات السياسية / الاجتماعية للأفراد والجماعات وهي من منظار آخر نظام الأفكار المتداخلة كالمعتقدات والأساطير التي تؤمن بها جماعة معينة أو مجتمع ما وتعكس مصالحها واهتماماتها الاجتماعية والأخلاقية والدينية والسياسية والاقتصادية وتبررها في نفس الوقت.(9)

مصادر الحواشي :

1- http://ar.wikipedia.org/wiki

2- http://www.aawsat.com

3- http://ar.wikipedia.org/wiki

4-- www.arab-ency.com

5- أحمد بدوى(د) : محاضرات فى الكوميديا الاغريقية ، الزقازيق، جامعة الزقازيق، كلية التربية النوعية،صـ 36:34 .بتصرف.

6-http://www.alitthad.com/paper

7- http://www.alitthad.com

8- http://www.egyfilm.com

9- http://ar.wikipedia.org/wiki


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق